الهندسة النفسية و بناء الإنسان ..

اعلان هنا
اعلان هنا

اقرأالموضوع

__400_01



كثيرا ما تراودنا أفكار مختلفة عن التغيير و كيفية تطوير ذاتنا نحو الأفضل , هناك العديد من الأحلام التي تراودنا و
الأفكار التي تخطر ببالنا نحو مستقبل أفضل و نقابل أشخاصا قد وصلوا إلى قمة النجاح في حياتهم .. فنتساءل عن سر
هذا النجاح ؟؟؟ و لكن الجواب ببساطة .. نحن من نملك هذا التغيير بأيدينا .. و نحن نستطيع تغيير واقعنا نحو واقع أفضل
يرضي أحلامنا و تطلعاتنا .. و لهذا سنلقي الضوء في هذه السطور على كيفية القيام بذلك بكل بساطة و بدون تعقيد .
و  نتطرق إلى مصطلح الهندسة النفسية .. ما هي الهندسة النفسية ؟ و ما تأثيرها على بناء الشخصيات ؟ و كيف يمكن
أن نقوم بتغيير شخص ما نحو واقع أفضل من واقعه و نساعده على التخلص من مشاكله النفسية و مخاوفه المستقبلية ؟؟؟

ما هي الهندسة النفسية ؟
هو مصطلح لما يطلق عليه باللغة الانكليزية  (  "Neuro Linguistic Programming " )
و التي تعني  ( برمجة الأعصاب لغويا )  بما أن الأعصاب هي التي تتحكم في الانفعالات و السلوك و
 الشعور عند الإنسان أما اللغة فهي وسيلة التواصل مع الآخرين , أي الهندسة النفسية تعني برمجة دماغ الإنسان
و تغيير طريقة تفكيره و عاداته و حتى معتقداته .
إن معظم الناس تبرمجوا منذ صغرهم على طريقة تفكير معينة أثرت عليهم بشكل سلبي فمثلا تجد شخص يقول
" أنا ذاكرتي ضعيفة "  أو  " أنا فاشل في الدراسة "  أو " أنا لا أستطيع فعل كذا ... " و هكذا ...
يصبحون سجناء لأفكارهم السلبية التي ورثوها من أسرتهم أو مدرستهم أو مجتمعاهم , و هكذا نجد أن الإنسان قد يجهل
ذاته في بعض الأحيان و لا يدرك إمكانياته في تغيير نفسه و حتى العالم من حوله ... " و تحسب أنك جرم صغير , و
فيك انطوى العالم الأكبر "
هناك تجارب عديدة في التاريخ كان هدفها تغيير الإنسان و إعادة بناء شخصيته و من أهمها و أفضلها
التجربة النبوية و التي من خلالها أعاد النبي صلى الله عليه و سلم بناء مجتمع بأكمله من خلال هديه
فقد كان القائد الذي أعاد بناء جيل الصحابة رضوان الله عليهم و طورهم و نمى قدراتهم من خلال التدريب
و التعليم بالمنهج النبوي القرآني الرباني , وامتدت نتائج هذه التجربة العظيمة إلى أن أنتجت مجتمعا ناجحا أيما
نجاح إلى أن جاء اليوم الذي تخلينا فيه عن مبادئنا و ماعت شخصيتنا و انعدمت هويتنا و أصبحنا نتخبط في
مشاكل لا حصر لها و أصبحت التربية لدينا شعارا أجوفا خاليا من التطبيق الحقيقي و الفعلي لهذه الكلمة
و سبقتنا الأمم و تقدمت علينا في شتى مناحي الحياة و تخلفنا عن الركب و لن نستطيع الالتحاق به ما لم
نعتمد التربية الإسلامية المتكاملة مبدأ عاما عمليا و نظريا في مختلف جوانب الحياة  .
  هناك نقطة مهمة جدا يجب علينا أن نتنبه إليها ... ألا وهي " ليس بمقدور أي إنسان أن يغير شخصا آخر
إذا كان لا يرغب هو نفسه بالتغيير "   لقوله تعالى (( انك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء ))
إذا لن نستطيع أن نقوم بالتغيير إذا لم يكن هناك حافز , لذلك يجب علينا إيجاد حافز قوي و دافع للأشخاص
قبل أن نقوم بمساعدتهم على التغيير .
هناك قواعد أساسية تساعدنا في عملية تغيير الآخرين و مساعدتهم في إيجاد حلول لمشاكلهم و منها :
1-      يجب في البداية تحديد المشكلة التي يعاني منها شخص ما و تشخيصها بدقة فمثلا أحدهم لديه مشكلة
  " الخوف من الأماكن المرتفعة " إذا يجب عليه أن يعرف مشكلته بدقة و يعرف مدى خطورتها على حياته .

2-      أن يكون لديه الرغبة الصادقة و العزيمة و الجدية بالتخلص منها فالشخص الذي يعرف مشكلته
بالتحديد لكنه لا يملك الإرادة و العزيمة و الرغبة في التخلص منها فانك لن تستطيع أن تقدم له أي مساعدة

3-      عندما توجد الإرادة في التغيير بعد ذلك تأتي الحلول المقدمة التي تختلف من شخص إلى آخر و
و تختلف بحسب نوع المشكلة فمثلا " الشخص الذي يعاني  الخوف من الأماكن المرتفعة , تحاول معرفة
السبب , تأخذه إلى مكان مرتفع و تساعده على التخلص منها بشكل تدريجي , تحاوره حتى تزول مخاوفه تماما
و هكذا تعالج كل مشكلة بحسب نوعها .

4-      أن يوصى الشخص بالدعاء و التوجه إلى الله تعالى كي يعينه على تخطي محنته كي يثبته و يعينه لأنه إن لم يكن هناك توفيق من الله للعبد فانه لا فلاح له و لا نجاح ... فهو المعين و المنجي سبحانه و تعالى .

يجب على كل شخص يقوم بمساعدة الآخرين في عملية التغيير أن يدرك بعض الأمور الهامة و التي يجب عليه أن لا يغفل عنها لأهميتها و سنستعرض بعضها بإيجاز ....
·         كلما ارتقى الإنسان بطموحاته و ثقافته ... كلما كان استعداده للتغيير أكبر .
·         الحوار هو وسيلة فعالة في جعل التغيير ممكنا و سهلا للأفراد .
·         لن يستطيع أي إنسان التغيير إلى الأفضل إن لم يكن مرنا .
·         معرفة الأسباب التي تمنع و تعيق الآخرين في عملية التغيير مهمة جدا من أجل مساعدتهم في حل مشاكلهم .
·         كلما زادت الروابط الإنسانية بين الشخص المغير و الشخص المتغير .. كلما كانت عملية التغيير سهلة .

و لكي نبسط كيف تكون عملية التغيير و ما المراحل التي يمر بها الإنسان خلال أي عملية للتغيير, لننظر

إلى المخطط التالي  :

_1_400_01  
على سبيل المثال ... يريد أحدهم الإقلاع عن التدخين :
 في البداية يؤمن بفكرة الإقلاع عن التدخين ثم يعتقد اعتقادا جازما بلزوم الإقلاع عنه لما يسبب له من 
مشاكل صحية و أمراض مزمنة , بعد ذلك يتجلى في سلوكه من خلال القيام برمي علب السجائر و
التخلص منها نهائيا و مقاطعة الأماكن و الأصدقاء المدخنين و يأتي في المرحلة الأخيرة فعل القيام
بالإقلاع عنه نهائيا , و بذلك يكون قد مر بجميع المراحل التي ذكرناها في المخطط ...
و نقيس على ذلك كل الأمثلة الأخرى و نرى تطورها من خلال عملية التغيير المذكورة  .
 و هكذا نجد أن علم الهندسة النفسية يستند على التجربة و الاختبار , و يقود إلى نتائج ملموسة

و محسوسة , و الهندسة النفسية تنظر إلى عملية النجاح و التفوق  بأنها عملية يمكن صناعتها ,
و ليست وليدة الحظ أو الصدفة  , و إن احدي قواعد الهندسة النفسية تقول " انه ليس هناك حظ بل 
هو نتيجة , و ليست هناك صدفة بل هناك أسباب و مسببات " .


اعلان هنا

 

اعلان هنا